"مراد العارف" لأحمد صبري أبو الفتوح
تأخذنا الرواية الصادرة عن "دار الشروق" في رحلة الألم والطموح، لنتتبع ثلاث شخصيات، مراد الصحافي الذي يتقن الكتابة عن الآخرين لكنه يعجز عن كتابة روايته الخاصة، ليلى التي مرت بالعديد من الحوادث المؤلمة قبل أن تصبح أيقونة في فن التاتو وزينة العرائس، وهبة الله الشابة المتزوجة من رجل مسن هربا من الفقر، لتكتشف أنها رهينة زواج بلا حب أو إنجاب. تتشابك مصائر الأبطال الثلاثة معا في سرد مشوق، يكشف الكثير عن آلام البشر الذين يقتلهم الطموح في عالم لامبال.

"بخلاف ما سبق" لعزت القمحاوي
يعود الروائي عزت القمحاوي في هذه الرواية الصادرة عن "المصرية اللبنانية" إلى شخصية سامي يعقوب الذي كان بطل روايته منذ ست سنوات، ليخوض به رحلة جديدة، ولكن تلك الرواية "بخلاف ما سبق" كما يدلل عنوانها، ربما تغوص في أعماق سامي يعقوب ذاته، حيث يضطر إلى مغادرة شقته التي عكف على الاختباء فيها لمدة شهرين وعشرة أيام. وإذ لم يشأ المغادرة، يضطر لذلك بعد إخباره بأن عليه التوجه إلى "تل المساخيط" كي يتسلم بستانا منسيا كان لجده. ويشاء القدر أن تكون له في تلك البقعة المنسية رحلة ربما تغير حياته بأسرها.
"مجانين أم كلثوم" لشريف صالح
تجربة روائية ثالثة مختلفة لشريف صالح عن "المصرية اللبنانية"، لا تقدم توثيقا لروائع "الست" (أم كلثوم)، وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية الثقافية المصرية والعربية. كما نرى في هذه الرواية جمهور "الست" العريض كجزء أصيل من الحكاية والسردية التي يقدمها لنا الكاتب والصحافي شريف صالح. "الست" التي كان صوتها ولا يزال يمثّل الموسيقى التصويرية لمشاعرنا كافة في الحياة، هي ملاذ العاشقين ومن أصابهم الهجر والفقدان. فنحن جميعا بشكل أو بآخر من عالم "مجانين أم كلثوم".

"ملحمة المطاريد" لعمّار علي حسن
عن "المصرية اللبنانية" أيضا، يعود الباحث السياسي عمار علي حسن إلى السرد الروائي، ليقدم هذه المرة ثلاثية روائية تتخذ من ريف مصر العامر بالحكايات مكانها، فيما يمتد زمانها خمسة قرون، تحديدا منذ أوائل القرن الخامس عشر الميلادي حتى عام 1919، وفكرتها الأساسية هي الصراع على الأرض والمكانة بين البشر، وحلم العودة الذي يسكن رؤوس وقلوب ونفوس عائلة أجبرت على ترك قرية أسستها، وساحت في البلاد، دون أن ينسى الأحفاد وصية الأجداد التي تطالبهم باستعادة ما كان لهم من أرض وجاه وصيت.
تنقسم الملحمة ثلاثة عشر فصلا، كل منها يحمل جزءا، أو حكاية ضافية متصلة من مسيرة عائلتين متصارعتين في قرية متخيلة تقع في صعيد مصر، ومنها يمتد تنقل أفراد العائلتين في رحلة مطاردة قاسية من المنيا شمالا وحتى أرمنت جنوبا، وبين جبال هضة البحر الأحمر والصحراء الغربية الموازية لهذه المساحة في الوادي الخصيب، ثم إلى القاهرة حين ينتقل بعض الأبناء للدراسة في الأزهر، وآخرون للهروب من العار، أو لبيع المحاصيل وشراء العبيد من سوق الجلابة.
"بالحبر الطائر" لعزة رشاد
بعد غياب نحو 10 سنوات عن الكتابة الروائية، تعود القاصة والروائية عزة رشاد الى السرد برواية "الحبر الطائر" عن دار "الكتب خان" وهي رواية لا تكتفي بكونها تنتمي الى الأدب النسوي، الذي يكتب في قلب مرويات أربع سيدات، وينحاز الى الوجود الإنساني بحضوره الأنثوي، لكنها أيضا تتكلم عن خدعة الشرق والغرب من خلال استحضار ثلاث مدن كبيرة هي لندن ونيويورك وباريس، لتعرية وكشف الفرد الحديث في هذه البلاد بعيدا عن سرديات كليشيهية مسبقة.
تدور حكايات السيدات الأربع بطلات الرواية، متداخلة مع حكايات لأشخاص آخرين، لتأخذنا في دوامات عوالم الهجرة، أو الخروج إلى الغرب، لتطرح سؤالا عن عوالم معاصرة ومغايرة تترابط كلها في شبكة كبيرة داخل العالم الافتراضي وعلى أرض الواقع.