وكالة كليوباترا للأنباء
في يوم لم يكن صدفة بل معد وخطط له , تقدم الادارة الامريكية مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة بالتحديد يوم 6/12 يوم نقلت امريكا سفارتها للقدس واعترافها بأن القدس عاصمة اسرائيل .
القرار الذي تقدمت به واشنطن مؤخرا المطالبة بإدانة حماس والجهاد الاسلامي بسبب اطلاقها صاروخ علي المستوطنات الاسرائيلية ردا علي اعتداءات اسرائيل المتكررة . الملفت في هذا القرارانه القرار الأول لكن اللافت هو ورد الفعل عليه ..انه القرار الأول من نوعه الذي تلجأ فية امريكا للجمعية العامة لاصدار قرار تدان فية القضية الفلسطينية ممثلة بحماس .. علما أن امريكا واسرائيل دائما وأبدا تعتبر الجمعية العامة تجمع لأعداء اسرائيل , ومنبرا دائما لإدانتها , فكل القرارات المؤيدة لفلسطين خرجت من الجمعية العامة وان كانت قرارات الجمعية غير ملزمة كقرارات مجلس الأمن .
حجم التأييد للقرار الأمريكي والبالغ 87 دولة ...معارضة 57 ..وامتناع 33 دولة و16 لم يحضروا .
لأول مرة يحظى قرار يدين القضية الفلسطينية ممثلا في حماس بتأييد دول الاتحاد الأوروبي كاملا ويجرم النضال الفلسطيني ويصفة بالارهاب علما ان دول الاتحاد الاوروبي تعلم ان امريكا اختارت حماس واجة للقراروهو في حقيقة الامر يدين القضية العادلة للشعب الفلسطيني .
من بين الدول التي عارضت القرار 22 دولة عربية معناه ان القضية الفلسطينية لم تحصل علي تأييد سوى 35 دولة .لولا تدخل المندوب الكويتي الذي طالب بأن يحصل القرار الأمريكي علي ثلثي الأعضاء حتي يصدر عن الجمعية العامة .
لكن اغرب ماورد هو رد الفعل هو الرد الرسمي الفلسطيني علي القرار واعتباره صفعة علي وجة الادارة الأمريكية ...رد فعل غريب عجيب وكأنهم يدفنون رؤسهم في الرمال ..لابد للقيادة الفلسطينية أن تعلم جيدا أن هذا ليس صفعة علي وجه امريكا بل أن هناك تحول كبير في الرأي العام العالمي ضد القضية الفلسطينية , والدليل التأييد الكامل لدول الاتحاد الاوروبي , وأن القضية الفلسطينية تعيش الآن أسوأ مراحلها , وأن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل سوف تتبناه دول كثيرة بدأت بامريكا مرورا بالارجنتين وانتهاءا باستراليا , اتحدث عن دول مؤثرة وليست دول صغيرة ...كذلك زيارات رؤساء دول مثل تشاد والارجنتين لاسرائيل وزيارات مسؤولين صهاينة لعمان والامارات . ووصم بعض العرب لفصائل الجهاد الجهاد الفلسطيني ضد اسرائيل بالارهاب , والانقسام الفلسطيني كل هذا تداعيات ساهمت كثيرافي تدني التأييد لصالح القضية الفلسطينية .
علي قيادة فتح وحماس ان تقف وقفة مع النفس لمعرفة الأسباب الحقيقية لماذا حصل القرار الامريكي علي كل هذا الحجم من التأييد ...فقط يعرفون أسماء بعض الدول التي صوتت مع القرار والتي كانت في السابق من أشد المناصرين وبقوة للقضية الفلسطينية مثل الهند والبرازيل التي امتنعت عن التصويت .
علي القيادة الفلسطينية ان تعرف جيدا ان هناك تحول كبير وجزري ضد القضية الفلسطينية وتدرس أسبابه ووقفة أولا أمام الانقسام الداخلي والصراع بين فتح وحماس الذي لا يريد أن ينتهي ولا يستجيب للمصالحات المتعددة واخرها المصالحة المصرية , التي تجمع كل الاطراف الفلسطينية وما ان يجتمعوا الا ويعودوا للاختلاف , واليوم الوساطة الروسية لانهاء الخلاف ولإحداث التقارب , حتي قربت القضية من الضياع بين مصالحات وتبادل اتهامات من جهة وبين تدخل قطرى وايرانى يغذي الانقسام في صورة تكريس دولة في غزة من خلال حماس عن طريق دفع الرواتب من جهة أخرى , رغم اعتراض فتح الشديد وانفعال أبو مازن ’ والوساطة مع اسرائيل بعيدا عن السلطة الفلسطينية .
القضية الفلسطينية الان أمام هجمة امريكية شرسة , بمخطط صهيوني لمحو القضية الفلسطينية والانقسام يساعد ويغذي هذا المخطط من التطاحن والتراشق وتبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة .. والانقسام هو بداية النهاية ..رانــدا جميل ...؛